سأبدأ القصة من الصحراء، لا أدري لماذا أخترت هذه اللحظة بالذّات، ربما بسبب الصحارى الشاسعة فوق رأسي. يوجد آلاف اللحظات في القصة أستطيع الب ...
سأبدأ القصة من الصحراء، لا أدري لماذا أخترت هذه اللحظة بالذّات، ربما بسبب الصحارى الشاسعة فوق رأسي. يوجد آلاف اللحظات في القصة أستطيع البدء منها، أستطيع أن أبدأ من خارطة مستقبل ارتسمت في فنجان قهوة، أو من تلك اللحظة حين اقتحم فادي ملفّ المذكّرات وبدأ يقرأها للمرّة الأولى، أو حين سقطت دمعته في نهر الدم القادم من جسد جيلان وهي ّمسجّاة على كفّ شارع صغير من شوارع حلب.
حسناً، سأختار ما أريد، فأنا الراوي، أنا صاحب السلطة هنا، أنا أخلق ما أشاء، أميت وأحي ّمن أشاء، ربما لأجل هذا نكتب، الكتابة ما هي إلا طقس نعبد الله فيه حين نستعير سلطاته لفترة محدودة من الزمن اللانهائي الذي يملكه، لا أدري، ربما يعتبر هذا التشبيه تجديفاً وهرطقة، ولكن من منّا ليس بمهرطق، لا تخلوا أرواحنا من بقعة ظلماء تشع بهرطقة خفيّة، لا يمكن ليقين في العالم أن يطفئها.
للأسف لن أستطيع امتلاك سلطات الله المطلقة، فهذه قصّة حقيقة أنا أحد الفاعلين فيها، لذلك سأكتفي ببضع قدرات خارقة، سأبني بعض الأمكنة التي تجري فيها الأحداث، تلك التي لم أشهدها، قد أبني مدينة كاملة في دقائق، هذه قدرة إلهية!
سوف أكون عالماً بالغيب حين أقرأ مشاعر الشخصيّات، تلك القدرة الوحيدة التي امتلكها فادي، اطلّاعه على غيب جيلان، على مذكّراتها التي تضج بحياة غرائبيّة.
فادي أيضاً كان راوياً للأحداث، كان إله جيلان، مسيحها الخاص، قبل أن يتحوّل إلى مسيح الخلافة.
سأمتلك قدرة فادي الخارقة، سأطلع على مشاعر الشخصيّات، سأقارب مقاربة فقط، فلا يمكن لإنسان أن يدرك مشاعر إنسان آخر، هذه هيّ سلطاتي، وستعرفون من أنا في النهاية.
We are using technologies like Cookies and process personal data like the IP-address or browser information in order to personalize the content that you see. This helps us to show you more relevant products and improves your experience. we are herewith asking for your permission to use this technologies.